العشر الاواخر ..تامل ..
في هذه الايام ...نظرة عامة عن
المجريات السائدة
مالهدف الذي نحتاج التركيز عليه !؟
كمايقال في علم تطوير الذات بان تحديد الهدف يوجه السائر لاختيار العادات وماذا يترك وماذا يزيد فالسؤال هنا مالهدف الذي نريد الوصول اليه حتى نغير على أساسه العادات وفي الطريقة في قضاء هذه الليالي في هذا الشهر الفضيل !!؟ اي الاهداف هي الموصلة للفوز في عيد الفطر بجوائز الرحمن قبل عيديات البشر اي الاهداف افضل لتوصل الى فرح روحاني كبير اعمق من الفرح المادي بالشوكولاة والحلوى!!
والهدف المستحق للتركيز الاكبر هو الصيام بالتاكيد بمعناه الشامل وانه ليس فقط الامتناع عن الطعام والشراب وانه امتناع عن سلوكيات وتصرفات وغيرها لكن ساكمل التوجيه الرباني واقول كما قال العلماء بان في نهاية صفحة القران التي ذكر فيها الصيام جائت اية مرتبطة بماقبلها قال الله فيها اني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان ... لذا فالهدف الثاني الذي له الاولوية هو الدعاء لان الله خص هذا الشهر بالتحديد بالقرب والاجابة منا ولنا، ولكن اذا كان الهدفين معروفين عندنا جميعا فلماذا لم تختلف الاهتمامات والاولويات والعادات عندنا في هذه الليالي ؟ لانه في الحقيقة ليس هذا هو الهدف نعم الصوم والدعاء إنما هم وسيلة انها الوسيلة فالهدف الاكبر هو تحقيق العبودية ومغفرة الله والعتق من النار والحصول على خير مافي الايام القادمة برجاء موافقة ساعة مجابة ويوم كيوم ليلة القدر حتى تتبدل الحياة والاحوال خيرا فالله بلغنا انها ليلة يتنزل الله فيها بالخير والبركة والسلام وتكتب المقادير لسنة قادمة فمن سيطلب ومن سيدعو ويهتم ومن لن يغير شيئ ولن يطلب زيادة ويدعو فقط سأكتفي بشعور السلام والسكون ويرفع عن نفسه و لربما نظر للعبادة على انها الهدف فنعم يصوم ويدعو ويقرا القران ويصلي لكنه روحانيا قد لا يصل للسمو الروحي وينال من روحانيات شهر رمضان بل ينال من المتع المادية الموجودة في هذا الشهر من مشارب وماكل وملابس خاصة بالشهر دون الوصول للمطلب الحقيقي
اذا الهدف ه تحقيق الوسيلة بنجاح للوصول الى الرضا الالهي والمغفرة وكل جائزة ربانية معنوية
مع ذلك ولا يمكن الحكم على احد أنه اكثر صوابا فالله قال على الصيام (انه
لي وانا اجزي به )اي انه لايمكن ان نضع مقاييسا لنحكم لا يمكن ان نقرر منطقيا
ونجزم من سيحصل على الجوائز المعنوية ومن لا فالله سينظر الى القلوب والنوايا في
كل يوم وليلة ويجازيها بشكره وكرمه ورحمته وفضله وغناه
قد يبدا أحدهم بخال ثم يتبعها بحال اخرى وقد يستمر احدهم بالتناوب بين الاجتهاد العبادي وبين التمتع والنسيان قليلا
فليست الحياة مطلقة ابدا ولا اعمال
الناس ولا نواياهم وتوجهاتهم مطلقة ولا تتغير بل تتغير ولهذا نحن مخيرين، وقد وضع
الطريق لنا على شكل شريعة توضح لنا كل ما من الافضل عمله وما من الافضل تركه في ازمنة
مختلفة واماكن مختلفة ،قد تكون اعمالا طيبة ولكن الاولوية لا تكون لها في بعض
الاوقات كما في رمضان الاولوية للقران والدعاء والقيام حتى على كثير من العبادات
والطاعات ولكن الزمان بحلول شهر رمضان بدل الاولويات وصعدت امور على القائمة ودنت
امور
في رمضان تتبدل الدنيا كلها والكون والسماوات من يتامل هذا الامر جيدا يعرف بأنه وقت يستحق أن تختلف فيه أولوياتنا وعاداتنا وان نتخلى عن امور طوال العام لم نتخلى عنها انه شهر التدريب على التخلي عن العادات السيئة
كيف لا ونحن في رمضان نترك ليس
مااعتدنا عليه بل ما احتجنا اليه يكفي هذا الدرس المهذب ولكن لن يصل
لهذه الدروس الرمضانية الا من خرج من دائرة راحته ومتعته عندها يشعر بتعب الصيام
ويشعر بفراغ الحياة عن كثير من المتعلقات فيبدا في رؤية حقيقة الصيام ويلمس تغيره
الذي يحدثه في النفس فمثلا الشعور بالحاجة الشديدة والضعف لانه يترك شيئا يحتاجه
بشده سيجعله يسال ربما نفسه ولماذا افعل هذا؟ وهنا اظن ان الاجابات
تختلف في العمق والتاثير والوضوح والشمول بين شخص لاخر وكلما كانت واضحة كلما قوت
الانسان على الصيام عالي الهمة خفيف النفس عميق الروح باذن الله
ويكفي ان يصل احدنا للإجابة التي تقول
افعل هذا استجابة لامر الله
وهنا يتحقق التوحيد ايمانا بالوهية الله واعترافا بعيودية العباد ونحن نحتاج في عامنا أن نتوقف مرة لنتذكر هذا الأمر جيدا والله يعلم ان الدنيا مزينة بزينة تخطف الالباب وقد ننسى لذا كتب لنا الصيام في شهر رمضان ليذكرنا بغاية الوجود بتوحيده السبب الاول والاوحد والاكبر من الحياة .
دمتم بخير
تعليقات
إرسال تعليق