وتفجرت عين زمزم

  

تذكرت يوما فترة عصيبة مرت بي كانت معنوياتي وحالتي النفسية 

سيئة فظللت أتامل كيفية الخروج من ذلك المأزق وكتبت :

 

ساررا معا في الصحراء ثم وضعها مع ابنها الرضيع اعطاها قربة ماء وتمر وهم ذاهبا 

أتصورها محتارة  

كيف لهاجر ان ترضى كيف اختارت ان تبقى لا انيس ولا جليس لا حجر ولا شجر

 صحراء لا ماء ولا ثمر ؟؟كيف اختارت ان تبقى؟والسؤال الاهم كيف بقيت باطمئنان لم 

تتذمر لم تتشكى لم تصرخ لم تشعر باختناق لم تلقى على الارض يائسة وتقول لماذا ماذا 

افعل مالمطلوب مني ؟

ماسرها ؟

تسائلت هاجر ونظرة في الامر اول مرة

  سالته اين تذهب وتتركنا بهذ الوادي ؟

 لكنه لم يرد لم تحصل على نتيجة فنظرت في الامر مرة اخرى  و  سالته الله امرك بهذا؟ فرد نعم  

وكانها رات هنا مالم تراه من قبل فقالت اذا لن يضيعنا

وهكذا رضيت حرة مختارة لا مجبرة ولا مستضعفة ولا مرغمة فقط كانت واعية بنفسها وبما تؤمن به واعية بالاسئلة التي ستسألها لنفسها لتكون مقياسا لها وميزان في حال وضعت بين طريقين لتختار

و في تلك اللحظة اتصورها  تزن الامر لتختار بين  كفة الرضا وكفة الاعتراض كفة 

القبول وكفة الرفض كفة افعل وكفة لن افعل...اتصورها وضعت على كفة الرفض بان 

تترك ابنها ونفسها وحياتهما وسلامتهما وامانهما وووولكنها سريعا ماوضعت على الكفة 

الاخرى كفة القبول والرضا والفعل (الايمان) ورجحت عندها كفت الايمان فاختارت

ومضى ابراهيم عليه السلام راضيا بامر الله وكانني اتصوره لا ينظر لعيني هاجر ويكمل 

سيره لايريد ان يشعرها بالشك بل يريدها ان تظل مؤمنة

ولما ذهب بعيدا عنها افصح عن مشاعره واستقبل القبلة ودعى

هاجر اكملت قدرها راضية

 لما كانت تنظر لابنها الرضيع يصرخ جائعا تركته وتركت بجانبه قلبها  وانطلقت  ذهبت 

لجبل الصفا صعدت عليه ربما ترى احد ..لكن لا احد فهبطت وانطلقت لجبل المروة 

صعدت عليه علها ترى احد ...لكن لا احد

لكنها لا تعود لابنها الباكي تستمر بفعل الشيئ الوحيد والاختيار 

الوحيد الذي تستطيع فعله غير مبالية للمنطق بانها تذهب وتعود في نفس المكان

يوصف سعيها انه كان سعي انسان بلغ من الجهد والمشقة مابلغ اتصورها لم يبقى لها ريقا 

تبتلعه لكنها تسيرعلى هذا الوضع سبع مرات وهي تفعل نفس الشيئ ليس  بيدها

 امر اخر  رغم ذلك لم تقف يائسة بل مؤمنة بانه لن يضيعها

((وفي الشوط السابع سمعت صوتا نظرت مرة ومرتين ورأت  ماء يفور في الصحراء 

فَشَرِبَتْ وَورضيعها وارتويا ثم جائت قافلة ونزلت عندها وارسلوا لاهليهم وعاشت بين اناس وماء في امان وسلامة ))

لما رجحت كفة الايمان وقبلت بالقدركفيت كل ما كان في الكفة الاخرى

في الحديث القدسي واذا اسلمت لي فيما اريد كفيتك فيما تريد

وهذا ماحصل

وسجل التاريخ قصتها لتصلني فأقراها وأتذكر لما  كنت محتارة امر بوقت عصيب لا 

ادري هل هو جيد ام لا هل سيمضي ام سيبقى للابدد محتارة ماذا وكيف ووو كان الهم 

كجبل ثقيل على كاهلي كنت قلقة من المستقبل المجهول كل يوم استيقظ اريده ان ينتهي 

وكل ليلة يصيبني ارق لا استطيع النوم هكذا حتى قرات عن الرضا بالقدر  وتأثرت 

وحاولت ان ارضى مختارة مؤمنة وبيقيت كل يوم اتذكر ان أرضى

وكقصة هاجر كيف كانت تركض بين الجبلين تستمر متمالكة نفسها  حتى جاءها وعد الله 

كنت احاول وأجاهد نفسي فقط أن أرضى واتقبل الوضع الذي أرهقني ويرهقني من الصبح إلى المساء وجائني وعد الله وانزاح الهم عن كاهلي وكفيت وفجر الله لي العطاء تفجيرا بعد مايقارب ثلاثة اشهر

في الحديث القدسي من رضي بقدري اعطيته على قدري 

 نعم هذا ما هذا ما حصل

تعلمت ان هناك قدر وهناك مقدور المقدور مابيدنا تغييره ولو صعب لكن القدر هو فعل الله 

ولن نستطيع احيانا حتى تفسيره وماعلينا إلا ان نختار القبول والرضا ثم نبذل اي سبب 

نملكه اي سبب فهنا لا يهم حجم السبب بل حجم الايمان وان كان السبب غير منطقي كما 

كانت تركض هاجرعليها السلام في نفس المكان مرارا وتكارا لم تغير اتجاهها ولم تقل ساموت من العطش لم اعيد الكرة  في نفس المكان؟ وعندها يتحقق وعد الله  وسيتفجر عطاء الله لنا  كماء زمزم

تعلمت انني ان اصبت بهم وخفت من المستقبل كيف سيكون ساتذكر قصة هاجر وساتذكر

 زمزم سالوح للمستقبل البعيد الذي ارجوه وياتي هذا القدر مشعرا لي انه سيسلبه مني 

سالوح له واقول له ساصل اليك ولو بعد حين لكنني الان اعيش حاضري وله علي واجبات

 وأولا أن اعيشه متقبلة له

وتعلمت من قصة هاجر ان يكون الايمان بان مع الرضا بقدر الله عطاء كبير مهما صعب الامر علي 

ماذا عنك عندما تكونين محتارة هل تسألين نفسك عند الاختيار 

هل ارى ام لا ارى؟ جربيها  واذا شعرت بان الاجابة لست ادري مدي النظر في الامر مرة

 اخرى ولكن في المرة الثانية انظري بعين القلب لتبصري الحقائق  وادعي أن يجعلك الله تبصرين في الموقف والوضع الذي تمرين به ,  سترين مالم تريه فتحسمي الأمر مختارة اي ترضين وتتقبلين متقوية بالله عز وجل الاقوى والاكبر والالطف علينا

وبعدها خذي باي سببب يتوفر لديك اي سبب اي فعل ايجابي طيب فقط استمري وانتظري 

مؤمنة وعد الله ان يتحقق

الفطن من عاش الحياة يفهمها ويعرف انها سنن  كتبت علينا و الحزن مهما كان  ففيه للفرح مخرج والفرج مهما كان الفرح فيه ففيه للحزن مكان

تتبدل الايام تتغير الاحوال والمهم انها اذا جائت لنا باحزان ستاتي لنا ستعطينا افراحا ستسينا تلك الالام ومع كل موقف يمر علينا ومع كل محاولة في عيشه بطريقة متزنة راضية نحن نعطي أنفسنا قوة أكبر لعيش الحياة 

فهلا رأينا الظروف بعين القلب لنقوى ونكمل المسير ...

مساحة تعبير هل ترى أم لا ترى؟

تعليقات

المشاركات الشائعة